أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف من تباطؤ النمو العالمي وإشارات اقتصادية متباينة

تراجع طفيف في أسعار النفط وسط مخاوف النمو العالمي وتأثيرات اقتصادية متنوعة

شهدت أسعار النفط انخفاضًا طفيفًا في بداية تعاملات يوم الإثنين، حيث استمرت المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في التأثير على الأسواق. يأتي هذا التراجع على الرغم من إشارات إيجابية من الولايات المتحدة، بما في ذلك تجنب إغلاق حكومي في اللحظات الأخيرة وتراجع مؤشرات التضخم.

بحلول الساعة 13:20 بتوقيت غرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير بنسبة 0.4% إلى 72.27 دولارًا للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة إلى 69.15 دولارًا للبرميل.

ركود في النمو الاقتصادي البريطاني

أظهرت بيانات رسمية نشرت الإثنين أن الاقتصاد البريطاني لم يسجل أي نمو خلال الربع الثالث من العام الجاري، مما أثار قلقًا بشأن النشاط الاقتصادي المستقبلي.

وخفض مكتب الإحصاءات الوطنية تقديراته للنمو في الناتج المحلي الإجمالي للفترة من يوليو إلى سبتمبر إلى 0.0% مقارنة بالتقدير السابق البالغ 0.1%. كما تم تعديل تقديرات الربع الثاني لتصبح 0.4% بدلًا من 0.5%.

الصين وتحديات الطلب العالمي في 2025

تتجه الأنظار إلى الطلب العالمي على النفط مع دخول عام 2025، خاصة في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، والتي أشارت إلى خطط لزيادة الحوافز الاقتصادية خلال العام المقبل.

وقد أثرت مخاوف الطلب وضعف النشاط الاقتصادي على أسعار النفط، حيث تراجعت بأكثر من 5% منذ بداية عام 2024.

الولايات المتحدة تقدم إشارات إيجابية لأسواق النفط

تلقى المتداولون بعض الدعم من تجنب الولايات المتحدة لإغلاق حكومي محتمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعد توقيع الرئيس جو بايدن على قانون مؤقت يمدد تمويل الحكومة حتى مارس المقبل.

وكانت الأسواق قد استعدت لسيناريو الإغلاق، خاصة بعد انتقاد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لمشروع قانون التمويل ثنائي الحزب، واقتراحه مشروعًا معدلًا يتضمن زيادات في سقف الدين، والذي رفضه المشرعون لاحقًا.

كما دعمت أسعار النفط تراجع قيمة الدولار الأمريكي، حيث انخفض مؤشر الدولار بعد بيانات أظهرت تباطؤًا في التضخم لشهر نوفمبر، مما يشير إلى تراجع الضغوط السعرية.

السياسات الأمريكية والعرض العالمي تحت المجهر

مع اقتراب عام 2025، تتركز الأنظار على السياسات الأمريكية تحت إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذي ألمح إلى تبني نهج أكثر حماية تجاه الصين وإيران.

ومن المتوقع أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على قطاع النفط الإيراني، مما قد يقلل من الإمدادات العالمية. بالإضافة إلى ذلك، تشير تقارير حديثة إلى دراسة واشنطن فرض عقوبات إضافية على صادرات النفط الروسية.

تظل التطورات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية العامل الرئيسي الذي سيحدد اتجاهات أسعار النفط في المستقبل القريب.